5
لم تكن المهمه سهلة على أي منهم فقد امتازت كل بيئه بطبيعتها الصحراويه ووجود الجبال ومرت الأيام بطيئه مليئه بالأوجااع والألم والمعاناة الا أن الاصرار على الاستمرار كانت السمة المشتركه بينهم ..
خليل كانت تنتابه بعض الأحلام وكثيرمن الكوابيس قلقاً على اخوته وخصوصا غزة وأين وصل حالها ولكن لا يستطيع أي منهم أن يترك أرضه ليأتي للآخر كون هذا يعني معنى آخر للموت والتلاشي ...
كما ويتعين عليهم بعد وقت قصير أن يتوسعوا في الأرض أكثر اي يزداد كل منهم في حجم أرضه الضعف وبالتالي يزداد البعد بينهم ظل هذا هو القلق الذي يشغل بال خليل فقد كان كلما احتاج أمه جاءته في المنام فقال لها :
-أقلق على اخوتي أماااه
نظرت اليه وقالت:
-دعك من القلق .........الذي لانفع منه
- ولكن كيف أطمئن وكل واحد فينا يضرب بالصخر يطلب الماء وكأنه يطلب من الظلام أن يتحول الى نور ..
-وسيتحول............قالتها واثقه
وخليل ينظر اليها بدهشه شديدة فقال :
-اذن أعطيني شيئاً من طمأنينتك وسأدع القلق جانباً..
صمتت تفكر ولم ترد له جواباً ....فقال :
- أرأيتِ ؟! لا تستطيعين .....
- أستطيع ...
-اذن ماذا؟
-أحب الاستفادة من قلقك.......
استغرب أكثر وقال :
- أستتركين لي حرية الاختيار فيما أفعل ......
هزّت برأسها وقالت :
- نعم ولكن ضمن الشروط والحدود ...
تركت الأم الخيار لخليل الذي واصل التفكير والذي احتار أكثر كونها ألقت المسؤوليه عليه وفكر خليل في فكرة تمكنه من الاطمئنان على اخوته بدون أن يغادر أحدهم مكانه وسهر الليل كله وهو يفكر فهل سيطلع عليه الصبح ولديه اجابة وحل جذري أم سيكون عليه في كل مرة أن يلجأ لأمه يرجوها اجابة والتى هزّت أرجائه حين قالت وهي تهم بالمغادرة :
" تذكر بني أن حياتي بتماسككم وقوتكم ومدى اصراركم على الحياة ....
في هذه اللحظات كان التوقيت قد حان لانفصال الاختين واتخاذ موقعيهما جنين ونابلس وتعين على الباقي زيادة الميل الى الضعف ....
بانتظار الصباح الذي سيخبرنا كيف سيتواصل الاخوة بينهم ليبقوا على حياة أمهم ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق